Site web du Docteur Farouk SAIM
  قيمة الوقت حسب الدكتور راتب النابلسي
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم


سيدي الكريم ، حطت بنا الرحال عند المقوم الأخير من مقومات التكليف لهذا الإنسان المكرم على الأرض ؛ ألا وهو الوقت ، وقد أمضينا في الوقت حلقات عدة ، ووصلنا إلى مسألة هامة ، هذه المسألة عندما فهمها أتباع النبي صلى الله عليه وسلم فهماً حقيقياً انطلقت جيوش فَتْحهم تحمل الحب ، وتحمل الهدى والحضارة والعلم إلى أصقاع البشرية ، فوصلوا إلى فرنسا ، وإلى الصين ، وإلى الاتحاد السوفيتي ، وإلى الصحراء الإفريقية ، وعندما تراجع المسلمون عن فهم حقيقة هذا الأمر تراجع بهم اللواء ، وانكفؤوا على أنفسهم ، واستلم منهم هذا اللواء مَن فهِم هذه المسألة فهماً حقيقياً ، القضية تتلخص بإدارة الوقت ، وباستغلال الوقت استغلالاً حقيقياً لرفعة الأمة ، أو لنهضة الأمة ، أو للتقدم العلمي ، نعود إلى ما أسست عليه من الآية الكريمة :

﴿ وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3) ﴾

( سورة العصر )

إذاً : الله عز وجل حلف وأقسم بالعصر أن الإنسان في خسر، لأنه مجموعة أيام ، الوقت يستهلكه ، وهذا الاستهلاك وهذا الخسران لا يمكن أن يتحول إلى فوز إلا من خلال الإيمان والعمل الصالح ، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ، فماذا عن هذا الوقت ؟ وكيف نديره إدارة تتسق والمفهوم الشرعي ؟
الوقتُ :بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

1ت الحضارة الغربية والإسلام :

 جازاك الله خيراً ، الوقت في الحضارة المادية هو مال فقط ، وأما الوقت في الحضارة الإسلامية فهو عبادة راقية ممتدة ، أثرها يقطفه الإنسان إلى الأبد ، و الوقت في حضارة مادية محدودة الأفق لا يعني إلا المال .
هناك مقولة ذائعة في العالم الغربي : " الوقت هو المال " ، بينما عند المسلم المؤمن : " الوقت عبادة ممتدة " ، يمكن أن يكون وعاءً لعباداته ولأعماله ولبطولاته ، ويمكن بهذا الوعاء الذي تضمن هذه البطولات أن يكون سبباً لسعادته الأبدية ، هذه حقيقة أولى .
ولكن لا بد من التأكيد على مقولة قالها الإمام الجليل الحسن البصري قال : " أدركت أقواماً كان أحدهم أشحَّ على عمره منه على دراهمه ودنانيره " .
ويروى أن الشيخ بدر الدين الحسني شيخ سورية مشى أمام مقهى فقال : يا سبحان الله ! لو أن الوقت يشترى من هؤلاء لاشتريناه منهم .
    الصحابة الكرام والمسلمون الأوائل في العصور المتألقة فهموا الوقت فهماً حضارياً ، وكأنه فهم معاصر ، لذلك العالم الغربي تفوق ، لأنه أحسن إدارة الوقت ، لكنه تفوق في الدنيا فقط لأنه أراد الدنيا ، أراد المال فقط ، فأدار الوقت إدارة علمية ، فحصل مالاً وفيراً ، لكن المؤمن مكلف أن يدير الوقت لحياته الدنيا ولحياته الأبدية ، لذلك يقول الحسن البصري : " أدركت أقواماً كان أحدهم أشح على عمره منه على دراهمه ودنانيره " .
   وفي بعض الآثار أن المؤمن لا يندم يوم القيامة إلا على ساعة مضت لم يذكر الله فيها .
ن المال :

     هناك في نقطة دقيقة جداً ، إذا رأيت إنسانا يمسك خمسمائة ألف ليرة يحرقها أمامك ، لو رأى هذا الإنسان مليون إنسان مشاهد فإنهم يحكمون عليه بالسفه ، وباختلال العقل ، وبالجنون ، المال قوام الحياة ، وشيء ثمين ، وتحل به المشكلات ، فيأتي إنسان بملء اختياره ويحرق هذا المبلغ الفلكي الكبير ، هذا تقديم .
     في أعمق أعماق الإنسان الوقتُ أثمن من المال والدليل : لو أن مرضاً عضالاً ـ لا سمح الله ـ أصاب إنساناً ، والعملية التي يرجى أن تنجح تكلفه ثمن بيته الذي لا يملك غيره ، أنا متأكد وموقن أنه لا يتردد ثانية واحدة في بيع البيت ، وإجراء عملية توهمه أنه قد يعيش بضع سنوات بعد المرض ، إذاً مركَّب في أعماق كل إنسان أن الوقت أثمن من المال ، الدليل أنه يضحي بالمال كله من أجل سنوات معدودة يتوهم أنه سيعيشها بعد إصابته بهذا المرض .
      إذا حكمنا على الذي يحرق خمسمائة ألف بأنه مجنون وأحمق وغبي وسفيه ، والأحكام القضائية تحجر عليه تصرفاته ، فكيف نحكم على من يتلف وقته الذي هو أثمن من المال بكلام فارغ ، بموضوعات سخيفة ، بأشياء منحطة ، بشيء لا يقدم ولا يؤخر ، لذلك ما من شيء أهون على الناس من أوقاتهم ، يستهلكون الوقت استهلاكاً ساذجاً ، استهلاكاً سخيفاً ، استهلاكاً تافهاً ، فحينما أيقنَّا أن الوقت أثمن من المال ، وأن الإنسان لا يتردد ثانية واحدة في بيع بيته وإجراء عملية جراحية توهمه أنه سيعيش بعض السنوات بعد إصابته بالمرض ، فإذا أتلف المال أمامنا حكمنا عليه بالسفه والجنون ، وحجرنا على تصرفاته ، فهذا الذي يمضي وقته بلا فائدة ، وبلا جدوى ، وبلا هدف نبيل ، وبأشياء سخيفة وتافهة ، وأشياء لا تقدم ولا تؤخر ، بل بأشياء توقع بين الناس ، وبأشياء تفسد حياتهم ، فهذا لا يعرف قيمة الوقت ، وسوف يندم على ضياعه ندماً لا حدود له ، هذه حقيقة ثانية .

3عنى إدارة الوقت :

الحقيقة الثالثة : الإنسان كما قلنا في لقاءات سابقة هو بضعة أيام ، بالتعريف الجامع المانع الدقيق الحاسم أنه وقت ، ومضي الوقت يستهلكه ، إذاً : ما معنى إدارة الوقت ؟

    أنت أمام مكتبة فيها كتب من الأرض إلى السقف ، في كل الجدران ، ومعك امتحان مصيري ،         وفي هذه المكتبة كتاب واحد هو الكتاب المقرر لهذا الامتحان ، وتعلق على نجاحك بالامتحان نيلك الشهادة ، والتعيين بمنصب رفيع ، والزواج ، وشراء بيت ، كل آمالك في الدنيا متوقفة على النجاح بهذا الاختصاص ، والمكتبة فيها كتب من الأرض إلى السقف ، لكن كتاباً واحد هو المقرر ، ألا يقتضي أن آخذ هذا الكتاب بالذات لأحقق الهدف ؟
    إدارة الوقت تعني أن يكون الهدف واضحاً ، لماذا أنت في الدنيا ؟ ما علة وجودك ؟ أن يكون الهدف واضحاً ، وأن تختار من الوسائل ما يحقق هذا الهدف ، تماماً كما لو أن إنسانا وُعد بمنصب رفيع جداً ، لو نال دكتوراه ، فذهب إلى فرنسا مثلاً ، باريس مدينة عملاقة صاخبة ، فيها متنزهات ، فيها مسارح ، فيها نوادٍ ليلية ، فيها شوارع هابطة ، فيها الحدائق ، فيها الجامعات ، فيها دور السينما ، علة وجوده في هذا البلد شيء واحد ؛ أن ينال الدكتوراه ، فذلك يبحث عن وسائل لتحقيق هذا الهدف ، ما هي الوسائل ؟ يستأجر بيتاً إلى جانب الجامعة توفيراً للوقت والجهد والمال ، يصادق طالباً يتقن اللغة الفرنسية ، يشتري مجلة متعلقة باختصاصه ، يأكل طعاماً يعينه على الدراسة ، فإذا كان الهدف واضحا عندئذ يختار الإنسان لهذا الهدف الوسائل الفعالة .
   هذا ملخص إدارة الوقت ؛ أن أعرف هدفي ، لماذا أنا في الدنيا ؟ ما علة وجودي ؟ أين كنت ؟ ولماذا ؟ وماذا بعد الموت ؟ فإذا عرف الإنسان علة وجوده وغاية وجوده تنبع الوسائل أمامه طواعية ، ويختار منها ما يحقق الهدف .
وفق الهدف سبيلُ السعادةِ :

    متى يسعد الإنسان ؟ يسعد إذا جاءت حركته في الحياة وفق الهدف الذي رسمه لنفسه :
التاجر لو أنه فتح محلا تجاريا ، وجمد أموالا طائلة ، وليس في السوق حركة ، ولا بيع ، ولا شراء ، يشعر بألم لا يحتمل ، مع أنه مرتاح على كرسي وثير ، وأمامه الصحف والمجلات ، وأصدقاء ، ومشروبات ، قهوة ، وشاي ، وهو لا يحتمل هذا الوضع ، فإذا كان هناك بيع شديد ، ونسي نفسه ، بلا طعام ، وهو يقف طوال النهار ، لكنه في قمة السعادة ، لأن البيع يتناسب مع علة وجود هذا المتجر ، وعدم البيع يتناقض مع علة افتتاح هذه المؤسسة ، فحينما تتحرك نحو هدفك تشعر براحة لا تعقل .
    هناك مثل كنت ضربته سابقاً : لو أن طالباً على مشارف امتحان مصيري ، يبنى على نجاحه في هذا الامتحان تعينه في وظيفة مهمة مرموقة ، ويبنى على تعيينه زواجه ، لو أن أصدقاءَه أخذوه إلى مكان جميل قبل الامتحان بيومين ، واستمتع بأجمل المناظر ، وأطعموه أطيب الطعام ، لماذا يشعر بانقباض شديد ؟ لأن هذه الحركة لا علاقة لها بهدفه القريب ؟ فلو قبع في غرفة قميئة باردة رطبة ، وقرأ الكتاب المقرر ، واستوعبه لشعر براحة ما بعدها راحة .
    إذاً : سعادة الإنسان أساسها أن تأتي حركة الإنسان وفق الهدف الذي حدده أو رسمه .
من هنا جاءت القيمة ، حدثتنا سيدي في حلقات سابقة بأن الوقت ، وأن استثماره يثمِّن ، أو يعطي للعمل القيمة ، ويقولون في علم الموسيقى المجردة : الموسيقى صوت وزمن ، هذا الصوت يجب أن يضبطك بزمن ، ولو كان خارج الزمن فهو ليس بصوت ترتاح له الأذن ، هو النشاز ، إذاً : الذي يضبط جماله ، والذي يضبط حلاوته هو الزمن ، أن أدِّي هذا الصوت خلال زمن محدد له الإيقاع ، ومن هنا إذا استطعنا أن ننطلق من هذه القاعدة إلى مسألة العمل المرتبط بالوقت ، واستثمار الوقت ، هل نستطيع أن نغير الوقت ؟ هل نستطيع أن نجعل من الوقت حاجة بين الأيدي لنسيّر هذا الوقت كيف نشاء ؟
كيف لنا أن نغير ما يؤول به الوقت ، أو الناتج عن عمل هذا الوقت ؟
لوقلا يُغيَّر ولا يوَسَّع ولا يُسترجَع :

     قبل كل شيء من تعريفات إدارة الوقت : فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي ، في الوقت الذي ينبغي ، الوقت من ذهب ، بل هو أغلى من الذهب ، بل هو لا يقدر بثمن ، بل هو أنت أيها الإنسان ، هذه المقولة الدقيقة جداً في موضوع إدارة الوقت .
     الحقيقة كما تفضلت قبل قليل أنا لا أستطيع أن أضغط الوقت ، ولا أن أوسع الوقت ، ولا أن ألغي الوقت ، ولا أن أعيد الوقت ، ولا أن أسترجع الوقت ، ولا أن أعدل الوقت ، الوقت لا يعبأ بأحد ، يمشي بتؤدة ، وبنظام رتيب ، لا يتبدل ، ولا يتغير ، ولا يعدَّل ، ولا يعطَّل ، ولا يوسَّع ، ولا يختصر ، ولا يختزل ، لكن إدارة الوقت تعني أن أستثمره ، فكل هذه الذي نفيتها لا يمكن أن تقع ، الوقت كالكهرباء تماماً ، لا تخزن ، فالوقت كذلك لا يخزن ، ولا يختزل .
بالمدخرة أحياناً يصيِّرون التيار المتناوب إلى تيار متصل لاستخدامه في أوقات .
لوقت


   التعريف الفرعي لإدارة الوقت يعني استثماره ، أو التقليل من الوقت الضائع هدراً ، نحن أحياناً نصنع مصباحا كهربائيا ، يقولون : إن فيه هدرَ ثمانين بالمائة من الحرارة ، الضوء عشرون بالمائة ، في بعض الكائنات المضيئة في البحر الطاقة التي تستهلك بالإضاءة مئة بالمائة ، فلا هدر ولا واحد بالمائة ، الإنسان لا بد له من وقت يهدر ، لكن أحد تعريفات إدارة الوقت أن تقلِّل هذا الوقت الذي سوف يهدر .
أنا أقول كلمة
: كلما تخلَّفت الأمة ، وتخلف المجتمع كثر الوقت المهدور ، وكلما ارتقت الأمة قلَّ الوقت المهدور ، الوقت وعاء العمل ، الوقت حضارة .

7 – إدارة الوقت مفهوم حضاريٌ :

إن إدارة الوقت مفهوم حضاري ، وأنا أقول دائماً : ما لم ندخل في ديننا المفهومات التي لها أصل في الدين كإدارة الوقت ، وإدارة الأعمال ، وفريق العمل ، والانتماء للمجموع ، والعمل ضمن المتاح ، وترشيد الاستهلاك ، هذه مفاهيم حضارية ، وهي مفاهيم إسلامية قطعاً ، فما لم نطور مفهوماتنا الدينية حتى تستوعب هذه المفهومات الحضارية التي لها أصل في إسلامنا فلن نتقدم ، فلذلك أنا أقول هذه الحقيقة المُرّة : لا يمكن أن يعبأ الغربُ بمنهجنا وبديننا إن لم نحل مشكلاتنا " ، عندنا مشكلات في العنوسة ، البطالة ، الأمية
     ما لم تحل مشكلات المجتمع الإسلامي فلن ينظر إلى هذا المجتمع بتقدير ، فلذلك الإسلام هو الحياة ، الإسلام منهج رباني لحل مشكلات البشر ، لذلك الدين توقيفي من عند الله ، لا يضاف عليه ، ولا يحذف منه ، لأنه من عند الله :

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) ﴾( سورة المائدة )

    وأما إذا قلنا : التجديد في الدين فيعني أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه ، أما الدنيا فينبغي أن نبتدع فيها ، أن نطورها ، أن نطور مساكننا ، وأعمالنا ، أن نستخرج ثرواتنا ، أن نصلح طرقاتنا ، أن نصنِّع خاماتنا ، أن نطوِّر أعمالنا ، والمسلمون مع الأسف الشديد قلّدوا في دنياهم ، وابتدعوا في دينهم ، والأَولى أن تعكس الآية ، أن نقلد في الدين لأنه توقيفي ، وأن نبتدع في الدنيا ، أن نحل مشكلاتنا ، لأن الإسلام هو الحياة .
     سيدي ، كما تفضلت ، يمكن أن نكون فاعلين في الوقت الذي لا نستطيع أن نمطه ، ولا أن نختزله ، وإنما نستطيع أن نكون فاعلين فيه من خلال استثماره استثماراً رشيداً ، ومن هنا يأتي الإدارة الرشيدة ، بمفهوم الكفاية الاقتصادي عند الاقتصاديين ، ومن يدير المؤسسات ، نقول : الكفاية الاقتصادية ، والإدارة الرشيدة هي التي تحقق الكفاية ، ومن خلال الكفاية أهمّ نقطة هي استغلال الوقت المتاح لتطبيق ولإنفاذ الخطة الاستثمارية كالوقت المحدد ، ولكن ما معنى الخطة ؟
لو تساهلنا بالوقت لألغيَت الخطة .
    نقول الخطة الخماسية أو العشرية ، ونحن في الاقتصاد نتبنى الخطط الخماسية ، ومن أهم القضايا أن ندير هذا الوقت إدارة سليمة ، وأن نستثمره لإنتاج سليم ، هذا على الصعيد المادي ، ومن القضايا التي تفضلت بها الإدارة الرشيدة التي تحقق الكفاية هي التي يضيق هامش الهدر فيها إلى أقلّ المستويات ، نعود إلى هذه القضية ، هل الوقت هو أهمّ مورد في الأعمال المقدمة ؟
8 – العبرة العملُ المناسب في الوقت المناسب :

لكن قبل هذا السؤال إذا سمحت هناك ملمح دقيق : (( أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ))[ ابن ماجه عن ابن عمر ]

    العبرة أن يكون العطاء في الوقت المناسب ، وحينما نقيم دعوى ، وننتظر عشر سنوات يكونُ العدل قد فَقَد رونقه ، في قضايا إحقاق الحق يجب أن يكون الحكمُ في وقت معقول قريب من المشكلة ، أما إذا امتد الوقت إلى سنوات طويلة فالحكم الإيجابي أو السلبي لا معنى له ، كل شيء له وقت ، ممكن أن تكون إدارة الوقت هي إدارة النفس ، إدارة العبادات ، إدارة الأعمال ، إدارة الدنيا بأكملها ، هذه حقيقة دقيقة جداً ، كلمة إدارة الوقت قد لا يفهم منها إدارة كل شيء ، أما هو الوقت فوعاء كل شيء ، وعاء عبادتك ، وعاء معرفتك بالله ، وعاء طلبك العلم ، وعاء عملك الصالح ، وعاء مهنتك وحرفتك ، وعاء علاقتك بأهلك ، فإذا قلنا : فلان يحسن إدارة الوقت ، يعني أنه يحسن إدارة نفسه ، وإدارة دينه وعبادته ، وأهله وأولاده ، وعمله ، ودنياه وأخراه .
كما تفضلت قبل قليل، إذا لم يمكن أن نستثمر الوقت كله فلا أقلّ من أن نستثمر أكبر قدر ممكن.
كما تبين أن الوقت هو أهم موارد الأعمال أو مرتكزات الأعمال.
أركان إدارة


     لإدارة الأعمال أركان بأي عمل مشروع صناعي ، زراعي ، علمي ، أي مشروع يقوم به إنسان ، هناك أربعة أركان لهذا المشروع :
المواد ، كل بناء وصنع سيارات لابد له من مواد أولية ، والمعلومات وخبرات متراكمة ، والأفراد ، ثم الوقت ، وقد يبدو الوقت جاء في الآخر ، أما هو في الحقيقة فأهمّ من كل شيء في هذه الأركان .
سيدي الشركة تكتب مدة التنفيذ .

أحيانا من دون تاريخ البدء ، فقد ألغي الوقت .:
مدة التنفيذ سنتان ، لكن متى يبدءون ؟ كمن قال لآخر : آتيك ، قال له : متى ؟ قال : بين الصلاتين .
لقت المفتوح في الأعمال والمشاريع :
    مرة النبي صلى الله عليه وسلم حثَّ أحد مَن حوله على أن يرجع إلى الله ، قال له : غداً إن شاء الله ، قال له : ويحك ، أليس الدهر كله غداً .
هذا الوقت المفتوح غير وارد إطلاقاً، كل شيء له وقت محدد، فقد يدخل إنسان جامعة، فيبقى فيها اثني عشرة سنة، لم تعد له قيمة، لأن الأصل أن تأخذ الشهادة في أربع سنوات.
سيدي، عندما يكون الوقت من أهم موارد الأعمال، لكن هو من أخطر وأهم العناصر في إنجاح العمل.
تسجيل اأعملمذكرات من تمام إدارة الوقت :

    وفي الوقت نفسه هو أكثرها هدراً، الحقيقة أنك لا تعرف الإنسان ناجحا إلا من ضبط وقته.
مثلاً : أكثر الناس عنده قائمة إنجازات على التراخي في الذاكرة ، وهناك إنسان يكتب كلما خرج من بيته قائمة أعمال ، فيمكن لعمل يبقى سبعة أشهر ولم ينجز ، وإنجازه يحتاج ربع ساعة ، لأنه ما كتبه في مفكراته ، أحد وسائل
إدارة الوقت التسجيل ، فهناك تقويم ، وجدول أعمال لكل يوم لتراجع نفسك .
  عندي عشر مهمات مثلا ، في هذا اليوم أنجزت سبعة منها ، وبقيت ثلاثة ، أُأَجّلها لليوم الثاني ، فما هناك تأمل ، وخطة ، بالتعبير المعاصر ( أجندة ) ، ما دام هناك تقويم عندك ، وتذكير ، وكتابة ، فهذه من وسائل إدارة الوقت ، والحقيقة أنه يمكن أن ينجز الإنسان مهمات ضئيلة جداً في وقت ممتد ، وبإدارة الوقت ، وتنظيم الأعمال وبتقييمها .
  الآن في أكثر الهواتف مهامٌّ تعطيه درجة أولى وثانية وثالثة ، فكلما خطر في بالك عمل تكتبه في إدارة المهام في الهواتف الخلوية ، وتعطيه رقما ، تفتحه أنت ، عندك عشر مهمات ، وقد يحل الإنسان المشاكل في الطريق عن طريق الهاتف ، أما أن تبقى الأمور تتراخى بلا ضبط ، بلا إدارة ، بلا تسجيل ، بلا كتابة فهذا تضييع للوقت .
   مثل بسيط أنا أضربه: لو أن الإنسان تنقصه حاجة من حاجاته الشخصية ويذكرها متى يحتاج إليها فلا إشكال ، لكن أحياناً يمضى شهران ولا يشتريها ، لأنه لم يسجِّل ذلك في مذكراته ،    وبصراحة الذين حولي إن لم يكتبوا لا أعتمد عليه أبداً .
   كنت أود أن أتابع مسألة ؛ هي عندما يواجه أحدنا المجتمع الغربي ، وينتقل من مجتمعه إلى المجتمع الغربي ، هناك نقلة كما بين الحر والبرد ، أو من البرد إلى الحر ، سوف أقف عند هذا المجال لكن الوقت ذهب وأدركنا .
تعليق واحد : هل تصدق "أستاذ علاء" أن بعض الدول المتقدمة يعمل بها المواطن ثماني ساعات بالتمام والكمال ، وبعض الدول المتخلفة يعمل فيها العامل سبعًا وعشرين دقيقة . 

 
  Aujourd'hui sont déjà 29 visiteurs (39 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement