Site web du Docteur Farouk SAIM
  العوامل المساعدة على اختيار مشروع
 

 I       العاملالعوامل الشخصي و تحديد الاختصاص

 II      العامل ألملفي أو ألمجالي و صياغة المشروع الأولي

 III     العامل ألإمكانياتي أو المادي أو ألوسائلي  و ضبط  أو التعرف    على  أطراف المشروع

 IV     العامل الزمني و إقامة الرزنامة

 

      عند مرحلة اختيار مشروع بحث لابد على كل طالب أن يأخذ بعين الاعتبار العوامل الأربعة التي ومما لا يدع مجالا للشك أنها ستقدم له العون الكافي لكي يخرج بنتيجة معتبرة بخصوص العثور على ما ينفعه وما يليق به. بواسطة هذه العوامل الأربعة يكون في استطاعة الطالب أن يقرر المشروع الذي ينوي العمل فيه، و يحدد مجال بحثه بكيفية جد عملية.

 

    I العامل الشخصي و تحديد الميدان أو الموضوع

      إننا في هذه المرحلة نستحق أن  نشخص الإمكانيات الشخصية التي نسعى إلى استثمارها في البحث, فلا بد أن يكون هناك نوع من التجانس بين هذه الإمكانيات – على مستوى الاحتياجات و الطموحات و القدرات- و المشروع الذي نرغب أن نقوم به.

أو كما يقول إميل دورخايم : " لا شيء جميل بدون وزن " (*) و لابد هنا أن نجد و أن تكون موازنة بين مشاركة لازمة , و بين تحفظ مطلوب أن يكون هناك تعلق بالموضوع و هذا يكون متماشيا مع تباعد كافي عن هذا الموضوع.

و لهذا السبب فان التفكير في المسافة التي قطعناها تكون لا شك محددة للمسافة التي نود أن نقطعها.

و التساؤلات التي عادة ما تطرح للتعرف عن المسيرة التي قطعناها و تحديد المسيرة التي نختار انجازها  تتحدد حتما عندما

نجيب على الأسئلة العشرة التي من المفروض أننا أجبنا عليها بصدق وأمان في إطار العمل على شكل بحث يكلفك به الأستاذ.

       وبعد أن يكون الباحث قد استعان أيضا ببعض من له دراية بالماضي الذي نشأ فيه وربما قبل أن ينشأ، أي عندما كان جنينا في بطن أمه أو قبل ذلك، لأن التنشئة تبدأ مبكرا أي قبل ولادته ويدخل في ذلك أيضا  ظروف الحمل والظروف المجتمعية التي مرت بها العائلة قبل الحمل وأثناء الحمل، كل ذلك يلعب دورا في تكوين شخصية الفرد بعد أن يرى الوجود.

      كما أنبه الجميع إلى تفادي الأفكار العامية التي قد تلتصق من هنا أو من هناك، والأحكام المسبقة التي يكون المرء قد ألف أن يثق بها، فمهما بلغت هذه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) إميل دورخايم  يعتبر بالنسبة للعالم الغربي أول من أسس قواعد منهج البحث في علم الاجتماع 1858ـ1917 وهو الذي أنشأ عام 1898مجلة متخصصة لعلم الاجتماع تدعى  السنة الاجتماعية وتعد أول مجلة في علم الاجتماع.  sociologiqueannée 'l

 

الآراء وهذه الأحكام، فما هي سوى وجهات نظر عامية لا تستحق أن تُعْتَمد كمرجع، وغالبا ما تكون خاطئة وهي بالتالي تضر أكثر مما تنفع.

         ولا بأس أن يلجا الفرد إلى أخصائي نفساني كي يساعده على اكتشاف نفسه وإن ذلك لا ينتقص أبدا من صورته أمام الناس، والحذر من (واش يقولوا الناس).

 

 II    العامل ألملفي و صياغة المشروع الأولي

       لابد  بادئ بدء أن نجري بعض الاستطلاعات على المشاريع الممكنة، و كيف يتجلى لك هذا أو ذاك الملف مقارنة بهذه أو تلك المشاريع. و من أجل ذلك ينصح باللجوء إلى استشارة الخبراء، لأنه لابد و أن لكل ملف متخصصين، أو خبراء داخل مراكز علمية، أو شخصيات يكون لها اطلاع ودراية بأهمية وبجدوى تلك المشاريع.

      بعد أن نكون قد حررنا حوالي مئة سطر والتي نحاول من خلالها أن نبرز معطيات توضح الأسباب التي جعلتنا نميل إلى هذه الفرضيات. فبعد الاتصالات أو المكالمات أو المقابلات أو الفحوصات. سيتضح للباحث أن ذلك المشروع عليه تزاحم أو تضارب في الفكر، أو فيه صعوبات أو أن مجاله غير صالح، أو معقد جدا، أو أنه قد يوصلنا إلى طريق مسدود.

    أو أننا أثناء بحثنا على الوثائق، (و هنا فإن علينا أن نبحث عن آخر ما صدر عن الموضوع و أن هذه المرحلة تحتاج إلى مساعدة من طرف المشرف) وإن اشتد التردد فإن العاملَيْن التاليَيْن هما المساعدان على توضيح الرؤية.

    هنا أيضا، في هذه المرحلة التي يمكن أن تمتد إلى عدة أسابيع، فإن كانت الفحوصات التي أجريناها لم تف بالمطلوب، و نجد أنفسنا غير قادرين على الحكم على هذه الفحوصات بشكل واف.

    و يغمرنا التردد, ومذبذبين، ولا نثق في أنفسنا، ولا نَقْدِرُ على التمْييز بين الغث و السمين، ولا نُفَصل بين الحظوظ و الأخطار،  يجب على الباحث هنا أن يَزِنَ و يعيد النظر في الدلائل و البراهين

لكل الإمكانيات، وعليه أن يعيد قراءة الفرو قات التي تنجلي على كل مشروع، ويحاول بكل ما يملك الوصول إلى المشروع الذي يمكن أن يفي بحاجة الطالب الباحث.

     إن هذه المرحلة تعتبر بالنسبة للطالب المبتدئ مرحلة صعبة، يستحق فيها  أن يعتمد على المشرف أو و على الجهة التي تشرف على المشروع. إنه أو إنها هو أو هي التي تكون قادرة على إرشاد الباحث و إرشاده أو توجيهه إلى الفحوصات الممكنة، و على التقميشات التي يجب أن تعتمد.

 

المواضيع التي لا يُرَغَّبُ في اعتمادها

 

     ينصح الطالب المبتدى أن يبتعد عن المواضيع التي تتصف بإحدى الصفات التي سنذْكرها فيما يلي:

 

      الموضوعات الغامضة

     الموضوعات التي يجد الباحث صعوبة كبيرة في تصنيف المعلومات التي تدخل تحتها. وقد ينتابها غموض في الفكرة فلا يتمكن الطالب من

تصنيف المعلومات التي  تنتمي إلى الفكرة والتي لا تنتمي إليها،  قد يلجأ الباحث إلى قراءة و دراسة الكثير من الأشياء التي لا صلة لها أو لا علاقة بالموضوع و هنا يصعب الخروج برؤية و تصور واضحين.

 

  لا يهجم الطالب على بحث قبل أن يتسلح بقراءات كثيرة.

      ينصح التمهل في اختيار مشروع البحث و أن لا يهجم الطالب على بحث قبل أن يَطَّلِع عليه و يجري العديد من القراءات التي تدور حول دائرة الاختصاص، أو تقترب من دائرته وهكذا يستطيع  الباحث أن يتعرف على ما تم و ما لم يتم التطرق إليه، كي لا يقع في موضوع عولج من قبل، أو أن الموضوع أكبر  أو أقل من طاقته أو إمكانياته، و هنا لابد من الابتعاد عن العاطفة،  وإن استعمال العقل والتروي و الرزانة قبل كل شيء، يعتبر أحسن وصية للطالب المبتدئ.

 

    المواضيع التي يشتد حولها الخلاف

     يصعب على الباحث أن يكون موضوعيا في الوقت التي تكون فيه الحقائق و الوقائع مختلفا عليها. لأن البحث ليس مجرد عرض أراء المخالفين و/أو المؤيدين فقط.

      توجد الكثير من القضايا التي تجعل المهتمين بمجالاتها غير متفقين على الكيفية التي تُعالَج بها، ويصبح لِكلٍّ من هؤلاء حلا

يعتقد أنه الأنجع وأن  رأيه هو الصائب والأنسب، ولِكلٍّ طريقة في البرهنة على الحلول التي يقترحها، وما أبعد الباحث المبتدئ على  هؤلاء، لما لهم من الخبرة والحنكة التي اكتسبوها في الميدان، ولا ننسى أن العلوم الإنسانية ليست كالعلوم الدقيقة.

 

  المواضيع العلمية المعقدة

     الموضوعات العلمية المعقدة هي تلك التي  يحتاج الباحث الذي يرغب في معالجتها إلى تقنية ودوزنة عاليتين، لأنها تكون في العادة صعبة على المبتدئ الذي لم يسبق وأن عالج مواضيع علمية بالغة التعقيد، خاصة في هذه المرحلة مرحلة التدرج.

 

     المواضيع الواسعة جدا

     المواضيع الواسعة هي المواضيع التي تحتاج أن يستعمل الباحث فيها إمكانيات أكثر، و كما يحتاج إلى وقت أطول، وإن الباحث المبتدى سيعاني كثيرا من المتاعب إن أعجب بمثل هذه المواضيع، وبالتالي فعليه من البداية أن يحصر و يحدد موضوعه بدلا من أن يطرحه كما خطر بباله وهذه ليست بالعملية الهينة. لان المواضيع الواسعة لا يقدر الباحث إلا أن يعالجها  معالجة سطحية لكبر واتساع مجالاتها وتعدد ميادينها.

      والدرس المستخلص هو: لابد عى الباحث أن يحصر مجال موضوعه حصرا كافيا يقدر بذلك الحصر على الإلمام بأطرافــه            و التعمق في أغواره والإحاطة  بمصادره و مراجعه.

   

     المواضيع الضيقة جدا

  المواضيع الضيقة هي تلك التي لا تتحمل لضيقها تأليف مذكرة بالحجم المطلوب وحسب شروط المؤسسة الجامعية التي ينتمي إليها، وإن هذا النوع من المواضيع لا تسمح للباحث أن يواصل عمله فيها دون تعب، وقد يصاب  الباحث بالكثير من التعب الذي يجعله أحيانا عنيفا في معالجتها. إن الموضوعات المحدودة المجال (الضيقة)  هي تلك التي لا تستحق عمــــــلا و جهدا على المستوى الذي يتواجد فيه الباحث. عندما نقول هذا المستوى تقصد منه؛ إن كان العمل يتعلق بإعداد رسالة دكتوراه  مثلا، و الموضوع المختار لا يصلح إلا  لمذكرة ليسانس، أو  يصلح أن يشكل مذكرة ماجستير  مثلا ولا يليق للدكتوراه أو أن الموضوع المختار يكفي فقط أن نحرر فيه مقالا  يكفي أن ينشر في دورية متخصصة ليس إلا.

     المواضيع العلمية الخاملة

 إن المواضيع الخاملة هي المواضيع التي ليست فيها محفزات، فعلى الطالب أن يتفادى المواضيع التي تكون المادة العلمية فيها غير مشجعة، لأن هذا النوع من المواضيع تصبح مملة، وتعيق التقدم في البحث، هذا النوع من المواضيع التي لا تُرَغِب الباحث على الاهتمام بالبحث، ولا تشجعه على العطاء فننصح الطالب الباحث أن يتفاداها بقدر الإمكان.

  

  المواضيع التي تصعب مصادرها

 المواضيع التي تصعب مصادرها ونقول تصعب، إن الشرط الذي لا يسمح بتجاهله هو توافر المادة العلمية،  إن توافر المصادر والمراجع والوثائق التي يعتمد عليها البحث هي شرط  في نجاح البحث.

 ومن هنا فإن المصادر التي يصعب على الباحث العثور على مادتها العلمية في مراكز   المعلومات المحلية وبصورة كافية، يعتبر مشروعها غير صالح للدراسة.

     فإنه من غير المعقول وليس من الحكمة أن يتطرق الطالب إلى بحث تندر مصادره؛ حيث لا بد للموضوع المختار أن يكون وافر المادة، بحيث تكون كافية لإنجاز مذكرة أو رسالة.

    على الباحث أن يتأكد من وفرة المصادر للبحث المرغوب في معالجته مع إمكانية الوصول للمراجع من الناحية المادية والمعرفية.

 

    وهناك عدة حالات في هذا المجال:

       قد تكون المصادر متوفرة لكن لا يستطيع الباحث أن يصل إليها، إما لشروط الاطلاع عليها، أو لغلاء اقتنائها، أو للسرية التي تحيط بها.

      قد تكون المصادر متوفرة لكن بلغة لا تسمح للباحث أن يطلع عليها إلا بعد أن يتعلم تلك اللغة، أو يلجأ إلى مترجم لمساعدته.

      قد تكون المصادر المتوفرة لا تفي بالغرض، إما لقلتها، أو لعدم تناولها الموضوع بكيفية مباشرة، أو لقدمها، أو لسبب آخر.

المواضيع التي ينصح باعتمادها

     بعد أن اطلعنا على المواضيع التي يُنصح بتجنبها للأسباب الأنفة الذكر، هناك في المقابل مواضيع ُينصح باختيارها للأسباب التي سنتطرق إليها  وأؤكد مرة أخرى أن هذه المواضيع ليست ملزمة أو إجبارية، فما هي إلا إرشادات، وليدة التجربة و نتيجة الممارسة على أرض الواقع الطلابي.

 

الرغبة: موضوع يرغب العمل فيه

        موضوع يتفق مع ميوله و رغباته، لابد من أن يكون الموضوع ممتعا ولابد من أن يكون الموضوع مستهويا؛ من أهم شروط انجاز الباحث في بحثه رغبته فيه.

      و أنا أُشَبِّهُ اختيار البحث باختيار (الزوجة  أو الزوج) كما سبق وأن أشرت إلى ذلك في مطلع الحديث، و إن كان يجب أن يتفق البحث مع الميول و الرغبات، لكن في المقابل نحذر من المواضيع التي لا يستطيع الباحث أن يكبح جموح هواه. فيفقد ميزة الموضوعية و الإنصاف و النزاهة و الأمانة.

 

الجدة: موضوع غير مطروق من قبل أي باحث

     لا بد أن يكون البحث جديدا غير مطروح وربما أتم الباحث بحثه دون أن يعرف أن باحثا آخر في جامعة أخرى قد بحثه، (من هنا تكمن ضرورة تعاون الجامعات فيما بينها). ويلجأ إلى كل الطرق المتاحة لكي يطلع على البحوث التي عولجت من قبل. وكذلك البحوث التي هي في طور الانجاز ، والبحوث التي يمكن معالجتها.

     وتجدر الإشارة أنه لا مــانع من اختيار مواضيع مطروقة؛ إذا رأى الباحث أنه يستطيع أن يأتي بأشياء جديدة جديرة لقيام البحث من جديد، و هنا لا بد من أن تتضح الجدة ظهورا و وضوحا.

 التشويق: موضوع شيق ومشجع:

         موضوع جذاب، يشجع على العمل و البحث و يدفع بالباحث إلى بذل المزيد من العطاء وبذل المزيد من الجهود ولا يصاب الباحث بالملل، فكلما واصل العمل فيه كلما ازداد نشاطا وشجاعة(*).

  الصلاحية: موضوع صالح للدراسة

ينصح باختيار موضوع يصلح لبحث طويل ينال عليه درجة علمية، قد يصلح لنشره في مجلة علمية، و قد يكتشف الكثير من الطلبة ذلك الأمر، لكن بعد أن يصرفوا الوقت والمال والجهد. كان أولى وأحرى  أن يُبْذل  فيما يعود بالنفع.

         تكون الصلاحية من ناحية التوافق مع مشروع البحث، وتكون من حيث الحجم، وتكون الصلاحية من جهة الغرض والمستوى والإطار الذي يقام فيه البحث.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) لنا في العلمان الكبيران بيير كورى 1859..1906 وزوجته اللذان كافحا من أجل العلم والمعرفة.

 

القدرة على معالجة الموضوع.

     تشتمل القدرة على الجوانب؛ الثقافية والجوانب المادية  و توافر الوقت الكافي.( خصصنا بابا كاملا للعامل ألإمكانياتي، وآخر للعامل الزمني ولا فائدة من الإطالة في الموضوع).

      أما الجانب الثقافي المعرفي: فإن الأمر يتعلق بمدى استعداد الطالب للقيام بتلك الدراسة, حيث يشترط على الطالب الذي لا يجيد لغات أجنبية أن لا يتناول أبحاثا تتطلب عده لغات أو العديد من الكتب بلغات أجنبية لا يجيدها.

     وأخيرا وزيادة على ما سبق فالسؤال الذي ينبغي أن يُطْرَح هو؛ هل لدى الطالب الباحث القدر الكافي من المال؟ ولديه الوقت الكافي والضروري للقيام بكل المهام التي يستحقها هذا البحث بالذات ؟

 

 الأهمية أو الإضافة الجديدة للمعرفة

     اختيار موضوع مفيد و مهم ليس كل موضوع جدير بأن يكون بحثا، لابد من وضع الأسئلة التالية أمام الموضوع المختار؛

- هل هو يستحق الدراسة؟

- هل فيه فائدة له و لسواه؟

- هل يضيف و لو لبنة صغيرة لصرح المعرفة؟

 حيث من الأحرى أن يكون البحث ذا نفع عملي للباحث و للمجتمع معا.

       و إن وجد الباحث نفسه غير متأكد من أمره، على الرغم من مساعدة المؤطر وعلى الرغم من توجيهات ونصائح المتخصصين و ذوي الخبرة، فما عليه إلا أن يستعين  بالعاملين التاليين:

 

العامل ألإمكانياتي والتعرف على أطراف المشروع،

 والعامل الزمني  وإقامة الرزنامة،

       إنهما الكفيلان بإزاحة اللبس والتذبذب والارتباك، و مهما يكن فإن الاعتماد على هذين العاملين يبقى أمرا مفيدا لا محالة.

 

 III العامل الإمكانياتي أو المادي أو الوسائلى وضبط أو التعرف على أطراف المشروع.

 

     إن أي مشروع بحث لا يمكن أن ينجز في ظروف يكون الباحث فيها دائما مستفيدا من رعاية جد دائمة. ونقصد بالرعاية

 

الدائمة؛ ى رعاية الوالدين أو رعاية المؤسسة الجامعية، أو مؤسسة أخرى حكومية أو غير حكومية.

     وهنا وإن أمسى الأمر كذلك فإن العملية لا تستحق الذكر ولا الاهتمام فإنها تكون سهلة للغاية.

     حيث إن تعلق الأمر بتوفير المراجع أو الوثائق أو كل أنواع الوثائق الضرورية، فإن الجهة الراعية هي التي ستحضرها أو تدفع ثمنها، وإن تعلق الأمر بالتنقل فإن الجهة الراعية أو الوصية هي التي ستتحمل تكاليف التنقل، و ستقدم التذاكر مجانا.

     وإن تعلق الأمر بدفع مصاريف الناسخة أو الطابعة، فإن الراعي أو الوصي هو الذي يتحل الدفع ، وإن استحق الباحث إلى ترجمة الوثائق فإن الراعي هو الذي يتحمل التكاليف.

     وإن واجهت الباحث بعض الصعاب فإن الراعي أو الوصي هو المُطالب بإزاحتها أو إزالتها أو البحث عن حل لها.

     لكن العملية ليست دائما كذلك، فإن الباحث هو المطالب وبمفرده ومعتمدا على نفسه وعلى إمكانياته وإن كانت بسيطة والتي غالبا ما تكون قليلة وشحيحة ولا تفي بالغرض.

     والذي ينبغي أن أنبه إليه الطالب الباحث الشاب المبتدئ، هو أنه لا شيء أحلى من أن يعتمد المرء على نفسه وأن يحتل السيادة في الموقف وهذه هي البداية فلا يبدأ مشروعا كهذا وفي هذا المستوى معتمدا على غيره، وإن كان هؤلاء الذين يرعونه من أقرب الناس إليه.

     من جهة أخرى فلا بد من أن نتعلم تقييم الأمور قبل أن نخوض فيها ، فلا بد من القيام بعملية تقييميه قبل الشروع في أي عملية، وفي أي مشروع، مهما كان حجمه ومهما بلغت تكاليفه، إن على الباحث أن يُقيِّم التكاليف بما فيها المساعدات المتوقعة و الممكنة .

     الإمكانيات المتوفرة لديه، ابتداء من الجانب الصحي ثم الجانب المعرفي: المستوى التعليمي وتمكنه من اللغة التي يبحث بها(*)

      ثم الإمكانات المتوفرة من الجانب الوثائقي: المصادر والمراجع التي هي بحوزته أو ممكنة الحصول أو الوصول إليها؛ لأنه  قد توجد العديد من المراجع لكنها غالية الثمن ، وأخرى أجنبية، وأخرى بعيدة المنال .

   لا بد على الباحث الطالب أن يقرأ حساب لكل شيء ولا يُهْمِل أي صغيرة أو كبيرة إلا ويضعها في قائمة حساباته، وكل شيء سيحتاجه صغر أم كبر لا بد أن يتوقعه، حتى لا يقع في أشياء لا تحمد عقباها من جميع الجوانب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (*) فإن تأكد بنفسه، أو قيل له، أن تمكنه على الأقل من لغة إن لم أقل عدة لغات، فعليه أن يتدارك الموقف ويحسِّن من هذا المستوى وإلا فإنه سيلاقي صعوبات لا حصر لها أثناء إنجازه للبحث، أو قد لا يصل  أبدا.

 

 

IV العامل الزمني و ضبط أو إقامة الرزنامة

     لا بد من أن نعطي الاهتمام الكافي لعامل الزمن في هذه المرحلة من البحث أو أقل لهذه المرحلة من الحياة؛ وإن هذا العامل يُعد أهم الجوانب الأساسية للمشروع، و يرتبط  هذا التحديد

ارتباطا كبيرا بالعامل الامكانياتي أو المادي الذي كنا درسناه منذ حين.

     و من المعلوم أن الزمن يكون طويلا أو قصيرا حسب الوقت الذي بحوزتنا إن كنا نبحث فقط أو إن كنا نبحث و نقوم بنشاط  آخر، أو أننا نبحث في الأوقات الميــتة، و مهما يكن من أمر فمن الأفضل على المبتدئ أن ينضبط داخل إطار محدد مسبقا.

فهي عملية تخطيطية مُصَغَّرة.  أو أَقُلْ أن هذا يعد بمثابة التخطيط الذاتي الذي هو مصدر انضباط شخصي.

     فالإطار ألمخططي هذا يصلح لدراسة الوسائل المتوفرة، فهو بمثابة المحتوى الذي نضع فيه مادة أو هو إناء نملأه بمادة.

      فإن كنت أرغب، أو إن كنت مطالب بتقديم عملي أو مذكرتي في تاريخ محدد مسبقا، فعلي أن أعلم مسبقا أيضا، ما هي الأشياء التي عليّ أن أفعلها لكي أتمكن من تحقيق ذالك في تلك الآجــال؟

      ويتم ذلك بالقيام بعد عكسي، كأن أقول:  ماذا علي أن أفعل؟ أو على أي سرعة أتمكن من ذلك؟ إن الاعتماد على هذا العد العكسي. أي أننا نُثبِّت آخر الأشياء التي تكون من بين الأمور التي لا بد من انجازها، في آخر موعد لآخر نشاط من بين الأنشطة التي نضعها في قائمة من دون أن أهمل أي نشاط كبر أم صغُر. ودونكم نموذجا للمراحل التي من الممكن أن يعتمدها الطالب الباحث لكي تتضح له الفكرة.

المــراحل النموذجية لإقامة رزنامة مذكرة بحث

      ففي حالة ما إن قسمنا المدة الممكنة والممنوحة لإنجاز المذكرة خلال ستة أشهر، وعندما نقسم كل شهر إلى أربعة أشواط أو أربعة مراحل، فإن المدة ستصير أربعة وعشرون مرحلة أو أربعة وعشرون شوط.

 

      وبما أننا قلنا أن البداية تنطلق من آخر شوط وفي حالة البحث العلمي فإن آخر عملية ستكون لا محالة هي مناقشة المذكرة؛ كما أن أول شيء يبدأ به الطالب الباحث هو اختيار المشروع الذي سينجزه.

   وهكذا نسجل على مخططنا ما يلي:                                                             

 

 

المراحل      النشاط

  24        مناقشة المذكرة

 23       الاستعداد للمناقشة

22        دراسة المذكرة من قبل أعضاء لجنة المناقشة.

21        تقديم المذكرة للمصالح المعنية

20        تسجيل الأشرطة الممغنطة اللازمة

19        طبع العدد المطلوب من النسخ 

18       آخر تصحيح من قبل الطالب

17       تحرير الثلث الأخير  3/3

16       تحرير الثلث الثاني   2/3

15       تحرير الثلث الأول   1/3

14       إنجاز مخطط الكتابة

13       استغلال العمل (تابع)  3/3

12       استغلال العمل( تابع ) 2/3

11       استغلال العمل       1/3

10       متابعة البحث       3/3

09       متابعة البحث       2/3

08       البحث الميداني ( تحري) أو بحث ميداني(وثائق نصوص)

07       مخطط البحث (رزنامة العمليات)

06       متابعة الفحوصات، الكتب والدوريات (التقميش 3)

05       الفحوصـــات الوثائقية (التقميش 2)

04       الفحوصات ( التقميش 1)

03       انجاز البطاقات العملية الأولية (المراجع المبسطة)

02       تقديم عنوان المشروع مع الخطة المؤقتة للمصالح المعنية.

01       اختيار مشروع البحث معتمدين على العوامل الأربعة المساعدة على ذالك.

 

 

        إن هذا التخطيط ليس مخصصا لكي لا يستعمل إلا للأبحاث العلمية فحسب، إن هذه العملية التخطيطية هي صالحة  ولا بد منها لكل إنجاز، ولكل الأنشطة التي يرغب المرء في تحقيقها محترما آجالا يحددها هو، غير تارك وقته وزمانه لغيره.

    لا بد من الأخذ بعين الاعتبار بعض الحسابات وبعض الأشياء  في إقامة الرزنامة، كأن تقول أن تلك الفترة أو ذلك الشوط يستحق ذلك التمرين، أو أن تقول أن تلك تحتاج إلى ذلك التنقل، وإن ذلك يشترط القيام بشيء ما للحصول على الشيء الفلاني أو أنني في الوقت الفلاني اضطر على التباطؤ، و في الفترة الفلانية علي أن أتسارع لكي أتدارك ما فات من كذا أو كذا الخ.

   قد تبدو وكأن العملية صعبة وشاقة، لكن وبناء على التجربة التي مررت بها شخصيا، وبناء على تجارب العديد من الطلبة الذين قمت بتأطيرهم طوال سنوات عديدة، فإن العملية ليست متعبة أبدا خاصة بالمقابل مع الفائدة الكبيرة التي نجنيها في آخر المطاف، فهي  مفيدة للغاية وفي نفس الوقت فإنها سهلة الاستعمال إلى درجة كبيرة.

      لا بد  قبل أن أدخل في وضع هذه الرزنامة من وضع حسابات و اعتبارات كثيرة ومتعددة.

- هذه الفترة هي صالحة للتكوين أو التدريب الفلاني،

- هذه الفترة هي ضرورية لكي أقوم بالتنقل أو الرحلة الفلانية،

 - تلك العملية تفرض علي أن أحصل أولا على الوسيلة الفلانية،

-  تلك العملية الأخرى لا أستطيع القيام بها قبل المرحلة الفلانية،

 

  قبل الغوص في التطبيقات الرز نامية، لا بد أن يتعرف الطالب على الكثير من الأشياء مثل: ما هي سرعة القراءة عنده؟ وما هي

الأوقات التي يرتاح فيها أكثر للمطالعة؟ فيخصصها للقراءة، وما هي تلك التي يخصصها للكتابة؟ لأنه يحتاج إلى هدوء تام؟ أو كم يستطيع أن يحرر من صفحة في الساعة وفي الوقت الفلاني؟ وما هو الوقت الذي يمضيه في النوم؟ وفي الغُسل؟ وفي الأكل؟ وفي الرياضة، والوقت الذي يقوم فيه بأعمال تعود بالفائدة للعائلة الخ ..

     ومن هنا فلا بد أن يتعرف على ذلك عن طريق دراسة علمية أيضا تدعى: " الطايم لغ " وهي شبيهة بالتقرير التقني الذي يقوم قائد الطائرة، بإنجازه " الطايم لغ " أثناء قيامه برحلة جوية على متن طائرة تجارية، فهو يسجل كل كبيرة أو صغيرة عن الرحلة بالدقيقة وربما بالثانية، ابتداء من عدد الركاب، ثم التقلبات الجوية التي قد تطرأ أثناء الرحلة إلى السرعة عند الذهاب وعند العودة، أو استهلاك الوقود "الكير وزان" الخ.

    وكذلك فعلى كل فرد يود أن ينجز رزنامة لأي نشاط؛ فعليه قبل كل شيء أن يحدد ويتَعَرَّف على وقته كيف يقضيه بالدقيقة، ومن هنا فلا بد له من أن ينجز هذا "الطايم لغ"  فيقوم بذلك لمدة معينة؛ قد تمتد إلى الأسبوع أو أسبوعين أو ربما أكثر، ولا توجد مدة معينة تصلح لكل الناس فلكل حاجاته وطريقته ووقته.تقديم نموذج لطايم لغ في الملحق

  

    كيف تُرَزْنِم وقتك؟

     بناء على النتيجة المحصل عليها بواسطة [الطايم لغ] يستطيع المرء أن يبرمج  برنامجا، أويُرزْنِم  رُزْنامة مبنية على أساس سليم.

     ففي بداية كل رزنامة، على صاحبها أن يخصص فقرة أو جزءا أو فصلا كاملا  داخل الحيز الذي يخطط فيه لحياته  قد يسميه "اختيار حياتي " choix de vie  " أو يسميه كيفما شاء ، المهم أن هذا الجزء يُدوِّنُ عليه الأشياء التالية :

المبادئ:

       أو كما قال ثيري سوكار (1) "إن الأفراد أو المجتمعات التي تنجح هي تلك التي في فترة ما من حياتها استطاعت أن تسطر أهدافا على المدى البعيد.

   لكن  الأهداف وحدها ليست هي كل شيء، وليست هي الأهم،  بل إن صلاحية هذه الأهداف هي العامل الذي يوصل إلى النجاح، و يمكن أن يُشكِّل قاعدة

 

 

  Thierry Souccar, le guide du temps, Paris, first, 1992 (1)

 

أساسية بخصوص :   إثبات الشخصية ،أو الفوز الاجتماعي ،أو الثراء، أو الشهرة، أو أهدافا أخرى، لكن، لا يمكن أن تكون لهذه الأهداف صلاحية إن رافقَتْها حالة شعور بالحرمان الدائم أو رافقتها عدم الرضا الذي يكون غير مبرر.

    يعتبر الزمن أول  وسيلة بين اليدين لبلوغ الرضا، وبلوغ الارتياح الكاملين الذين نسميهما السعادة.

ولا توجد سوى وسيلة واحدة لتحقيق السعادة: و هي أن توافق بين المبادئ و والأهداف.

   و دونكم مجموعة من المبادئ التي من الممكن أن يجد المرء من بينها ما يتفق و حياته وشخصيته.

   و ننصحكم بالاهتمام بهذه المبادئ، لأنها بمثابة المرجع المتواصل والدائم كي يتمكن المرء من أن يُقيِّم أو أن يُبرِّر ما يقوم به كل يوم، فهي أساس القيم الصحيحة الراسخة.

       فإن كنت مؤمنا بالله فإن الأساس الذي يرتكز عليه المؤمن بالله هو الدين، فإن الدين هو الذي يوجه المؤمن بالتأكيد،  وإن كنت كافرا فإنك تعتمد على فلسفتك الخاصة للحياة الفلسفية التي اعتمدتها و بَنَيْتَ عليها اعتقاداتك.

 

و هذه بعض المبادئ وبعض الأدوار.

            

   

الأدوار

     

المبادئ

 
               
   

فكر مليا لا تكبح عواطفك

   

vérité

الصدق

 
               
   

كن واقعيا  فكر  مليا.

   

réalité

الواقع       

 
               
   

طبق بكيفية جد حسنة قواعد احترام الزمن.

   

efficacité

الفعالية

 
               
   

كن مهيأ اجتماعيا.

   

patience

الصبر

 
               
   

التقيد بالوفاء.

   

amitié

الصداقة

 
               
   

الالتزام ، التزعم ، الانطلاق.

   

amour propre

عزة النفس

 
               
   

الاهتمام بالفنون .

   

beauté

الجمال

 
               
   

التلفظ بلغة مهذبة،السعي وراء التقدم الفكري

   

culture

الثقافة

 
               
   

الدفاع على حقوق الإنسان.

   

justice

العدالة

 
               
   

الدفع بالرقي الحضاري كن على استعداد للتغير

   

progrès

الرقي

 
   

أضفر بالبحث العلمي.

         
   

لا تكذب أبدا   ولا تغتاب، راقب تصرفاتك.

   

honnêteté

النزاهة

 
               
   

عالج مشاكلك بنفسك،احتفظ بميزانية متوازنة

   

indépendance

الاستقلال

 
   

حافظ على استلالك بنفسك.

         
   

احترام الغير،واحترام الإنسانية ، الحفاظ على صحة جيدة.

   

dignité

الكرامة

 
               
   

كن وفيا للأصدقاء للعائلة ، لا تحكم على الغير.

   

loyauté

الوفاء

 
               
   

كن فردا صالحا وعنصرا مهما بالنسبة للعائلة

   

amour

الحب

 
   

وحــفظ  على تمسكها.

         
   

بر والديك ، كن اجتماعيا.

   

respect

الاحترام

 

                                          

 

الادوار:

   ليست الأدوار كلمات مبهمة أو مجردة، و لكي تكون للمهام حياة، فلا بد من أن تأخذ الوقت الكافي لكي تحدد الأدوار و تسجلها و تثبتها.  و لذلك لا بد أن تضع في رزنامتك مكانا تكتب عليه هذه المهمات بكيفية أكثر وضوحا وأكثر دقة.

 

 أُطبّق تقنيات تسيير الزمن جيدا.

   سأهتم بالجزئيات،

  سأضع الوسائل اللازمة كي أنجح في دراستي،

  سأجعل زملائي و أصدقائي يتقيَّدون بهذه المبادئ.

 

  أعطي أهمية كبرى للحياة العائلية.

      أَكُونُ أكثر حلما وصبرا مع أقاربي، وأكون مطيعا لهم، آخذ الوقت الكافي للتحدث مع والديَّ، أبني مع والدتي، أو مع والِدِي علاقة مميزة مبنية على التعاون و التضحية، والحوار،  والاحترام، والحب، والتقدير،  و المشاركة.

     تغمرني الرغبة في خلق محيط خاص، تميزه  الإرادة في دفع الكفاءات للذين يحيطون بي.

     سأكون وفيا، وسأكون عادلا، و سأدعمهم وسأستمع إلى آرائهم قبل أن أُعَبِّر عن آرائي.

   

       يمكن أن تبدوا هذه الأشياء للبعض منكم،  أنها أمور تافهة، لكنها ذات أهمية بالغة، فهي التي تكون البداية لوضع نظام محكم للزمن.

     إن الفضاء الذي تخصصه في رزنامتك  لهذه الأشياء يكون الدليل الدائم و المرجع الوحيد لتقييم نشاطاتك.

   خذ الوقت الكافي في التفكير في إقامة رزنامتك ، قد يكون أسبوعا أو أسابيع أو عدة شهور، كي تُنقِّح كل واحدة من هذه المهام، و لا تتردد في إعادة صياغتها، المرة والمرتان أو أكثر إلى أن تصل إلى الصياغة المُرْضِية.

   ليس من الصعب أن أُعَدِّد هذه الأدوار وأن  أكتبها ،لكن الأصعب هو احترامها و تطبيقها، فبقدر ما تتمكن وتنجح في تنظيم وقتك، بقدر ما  تتمكن من احترامها ومن تطبيقها،  وبقدر ما تتمكن من أخذ القرارات الحسنة، و بقدر تلك القرارات تتحكم أكثر فأكثر في الأحداث،  وبقدر ذلك كله يكون الوقت لك ومعك ومن أجلك.

 

 بناء الأهداف:

   إن الأغراض هي الأهداف التي تسعى لتحقيقها عندما تقوم بمهمتك أحسن قيام، حسب المبادئ التي وضعتها لنفسك، وإن تحديد الأهداف هي أحد شروط النجاح.

      و هكذا فإن الأفراد أو المجتمعات أو المؤسسات التي سجلت نجاحات معتبرة هي التي كانت لها أهدافا محددة ومحددة بوضوح.

     وهذه بعض الأمثلة لشركات كبرى اهتمت بالتخطيط للمستقبل:

   إن شركة   IBM  المشهورة في الميادين المعلوماتية، حددت هدفا واضحا، في وقت من الأوقات: يتمثل في خدمة زبائنها بكيفية فعالة وما أن جاء الأجل المحدد لذلك حتى وجدت نفسها متفوقة عن منافسيها بكيفية مبهرة.

 

    و من بين الأهداف التي حددتها إحدى الشركات العملاقة في المواد الغذائية General Mills في الولايات المتحدة الأمريكية هي إعادة استثمار 20 % من عائداتها سنويا. ونجحت هي أيضا في إعادة استثمار النسبة المرجوة وبشكل أيضا يلفت الانتباه.

    أما شركة (كوكا كولا) فكانت حددت في وقت من الأوقات   هدفها، المتمثل في أن تُضاعِف رقم عملها بين 1990و1996. ووصلت إلى ما أرادت وخططت وفي الوقت المحدد.

     ومن جهة أخرى (وهذا أمر ملفت للانتباه) حيث أثبتت الإحصائيات التي أجرتها إحدى المؤسسات العلمية الموثوق بها في الولايات المتحدة الأمريكية، أثبتت أن صحة الناس تتدهور مباشرة بعد التقاعد، أي بعد أن يتقاعد العامل: و هي الفترة التي يعيشونها الناس بدون أهداف محددة، و بالعكس فإن الفنانين و كل

 

الذين يحددون أعمالهم وبكيفية نشطة و محددة، هم سجلوا أرقاما قياسية في العمار.

 

هذه بعض النصائح تساعدك على وضع الأهداف:

1)   إن الأهداف ذات المدى القصير، هي دوما تنحدر من أهداف المدى المتوسط، وكذلك أهداف المدى المتوسط، تنبعث   هي بدورها وتنحدر من أهداف المدى الطويل، و لا بد من أن يكون هناك تواصل بين هذه الأهداف المدى القصير المدى المتوسط والمدى الطويل.

 

 و هكذا تبني هرم إنتاجيتك.

 

                   أهداف

                    المدى القصير

                  الأعـــــمـــال الـيـومـيـة

                 أهــــداف الـــمـــدى الــمــتــوســط

    أهـــــــــداف الـــــمــــــــــدى الـــــــبــــــعـــيــــد

  

               الـــــــــــــــمــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــــادئ

 

 2) تأكد من أن أهدافك تَتَفِق مع بعضها ومتجانسة؛

      إن الأهداف الغير متجانسة تكون مصدرا لترددات كثيرة، وقد تؤدي بصاحبها إلى التذبذب ثم العنف مع نفسه ومع غيره، كأن تسعى مثلا أن تكون رئيس قسم إداري داخل مكتب، من غير أن تفرط في الطموح إلى عمل  يعطيك حرية التنقل في عملك كممثل لشركة، لأن شخصيتك ميالة إلى الحركة وعدم الاقتناع بالانغلاق داخل مكان واحد.

3) تمسك بالمرونة.

      إن قِيَّمك و احتياجاتك ليست ثابتة على مدى الحياة، فهي تتطور باستمرار، وهكذا فإنك تجد نفسك مضطرا لحذف أو لتغيير بعض الأهداف التي كنت قد حددتها مسبقا.

4) ضع لنفسك أهدافا محددة و قابلة للقياس.

      بقدر ما تكون الأهداف محددة ومدققة، بقدر ما تكون نشاطاتك واضحة: وها هي بعض الأمثلة على ذلك؛

- أُحَسِّنُ عربيتي لدرجة أستطيع  إعراب بعض الآيات القرآنية، خلال 12 شهرا.

ـ أَنْقُصُ في الميزان بـ 10 كلغم قبل شهر جوان.

- أطالع كتابا متوسط الحجم على الأقل مرتين في كل شهر،الخ.

        توجد بعض الأهداف الغير قابلة للقياس والغير مكممة، والتي لا تُقاس بأية وسيلة من الوسائل، ففي هذه الحالة عليك أن تحاول أن تضع سُلَّما من 1 إلى 10 ـ مثلا: أَوَدُّ أن أصبح  بِنتا أو اِبنا بارا. ففي هذه الحالة، نحاول أن نعطي رقما للدرجة التي أنت عليها من البر، ثم الدرجة التي ترغب الوصول إليها من البر، في المدة المعينة التي لا بد وأن تحددها بدقة.

 5) ضع لنفسك أهدافا طموحة لكن قابلة الوصول و الحصول؛ و من الأحسن أن تضع لنفسك أهدافا قليلة و تنجزها، أحسن من أن تُكثر من الأهداف التي لا تتمكن من انجازها أو لا تنجح فيها.

    وليكن في علمك دائما أن الأهداف التي هي فوق طاقتك، ما هي إلا  أوهام.  يقول  Frank Tarkenton   "الرياضي الأمريكي الكبير"   إنه من الممكن أن "نتعلم" الرغبة في الإنجاز

ويتحقق ذلك وقتما تضع هدفا قابلا للوصول، لكنه يتطلب منك  بذل كل ما تملك من الجهد، و عندما تحقق ذلك الهدف  فإن ذلك يعد بالنسبة لك  تأكيدا وتثمينا للثقة في النفس، و يبدأ المرء في استهواء طعم التحد".(*)

 6 )  ضع لنفسك تواريخ محددة ؛

     إن الأهداف التي يضعها المرء لا بد أن يحدد لها تواريخ مضبوطة، ومحددة ولا بد من أن ترتبط كل أهدافنا بتواريخ محددة ومن وضع أهدافا ولم يضع لها تواريخ فإن هذه الأهداف لا تعتبر في الحقيقة أهدافا وهو كأنه لم يفعل شيئا.

7)أختر أهدافا تشمل المبادئ المتنوعة  التالية؛

 روحية – مهنية – مادية – اجتماعية – ثقافية – جسمية – ترفيهية عاطفية. لابد من الأخذ بعين الاعتبار كافة نواحي الحياة ، ولا تفقد التآلف الممكن بين عائلة الأهداف المسطرة.

 8) ضع سلما تسلسليا لأهدافك :

 إن كنت طموحا بكيفية عادية. حرر قائمة تشتمل على الأقل على 15خمسة عشر  هدفا.لست مجبرا لكي تكون لكل أهدافك نفس الأهمية اليوم أو غدا، ولا يمكن لك أن تتابعها بنفس النشاط وبنفس الوتيرة ولذالك عليك أن تُرتِّب هذه الأهداف حسب الأسبقية والأفضلية.

   ينصح أحد المختصين Charles HOBBS (1) بتحديد ـ 3 ـ  أنواع  للأهداف: ا ـ ب ـ ج أو:  CــB   ـ Aـ  ثم

____________________________________ 

 (*)Tarkenton écrit l'auto-assistance, des livres de motivation à jouer pour gagner en 1984, et comment motiver les gens:. La Stratégie pour la réussite de l'équipe en 1986

  (1)   CHarles HOBBS, Organisez votre temps et maîtrisez votre vie, édition First businessman,1991

 

تُرتَّب أنواع أخرى تحتية ـ 1 ـ2    ـ3 ـ وهكذا ستصبح معك:   B1  A1   C1

    إن الأهداف الموضوعة في خانة A هي التي عليك أن تنجزها قبل غيرها، لأنها إن تحققت ستُمَتِّعُك بِرِضًي كبيرا.   وهي التي تقدم لك نتائج هامة على المدى البعيد.

  وها هي قائمة من الأهداف التي حددها شاب طالب طموح في سنكم: 

   بالنسبة للجانب الشخصي     

        محاولة التعرف على صديق كل شهر على الأقل: ( C 5 )

   بالنسبة  للجانب العاطفي

        أقوم بمغامرة للحياة العاطفية وأتزوج قبل سن الثلاثون 30 سنة: ( A1 )

    بالنسبة للجانب الترفيهي

     آخذ أصدقائي للنزهة مرة على الأقل كل عطلة دراسة3) A )

       أزور الجنوب الجزائري في رحلة سياحية قبل نهاية العام الحالي:(  B 4 )

     أتابع تدريبا على الشطرنج في الربيع القادم :    C 4 )   )

     أنام باكرا أي قبل الساعة العاشرة مساء كل خميس:( C6 )

    أشاهد مسرحية على الخشبة على الأقل مرة في الشهر(B 5  )

 

  بالنسبة لجانب التنمية الشخصية

 أتعلم الرسم بالزيت قبلة سن 32  سنة: ( A 3 )

أتابع تربصا في ركوب الخيل أثناء عطلة الصيف القادمة: (B 2 )

 أتحدث اللغة الألمانية مع فلان مرة كل أسبوع : ( C 4 )

أخصص عطلة أسبوع من كل شهر من أجل العمل الخيري بعد انخراطي في جمعية خيرية خلال الشهر القادم: (  C 1 ).

أقاوم خضوعي لعواطفي للاقتراب من 6 درجات بسلم من 10 درجات ، خلال ستة أشهر، علما أنني الآن في الدرجة التاسعة(3 ) 

أحصل على رخصة سياقه الطائرات قبل نهاية عام 2014(B 3 )

 

   بالنسبة للجانب المـــادي  

    أشتري شقة بعد 10 سنوات ( B 2 ).

    أغير سيارتي كل 3 سنوات : ( B 6 ).

    أقلل من ميزانية الملابس 30/100 كل سنة : (C 1 ).

 

  الدفاع عن المخطط

      بعد أن أنتهي من إنجاز الخطة، علي أن أتعلم كيف أُقاوِم المَعوقات الخارجية التي تتداخل، والتي تحاول أن تُبعدني على احترام  رزنامتي،  ومن ثم أُهمِل الأهداف التي حدَّدْتُها لنفسي ، ومن بين هذه المعوقات؛ تضييع الوقت في إنجاز أشياء لا صلة ولا علاقة لها بما خططته. ولذلك فلا بد لي من:

-  أن أبقي أهدافي حاضرة معي على الدوام.

- أن أبرهن لنفسي وللجميع، على أن لي إرادة وإرادة كافية لكي أحترم النظام الذي حددته لنفسي ، لكي أجعل الغير يحترمونني.

ولا ولن أتسامح مع نفسي عندما تذهب هذه النفس وتميل لأولويات غيري .

- أحـــاول دائمــا أن أحترم نفسي أنـــا وذلك للتأكيد على عـــزة نفسي.

 

     الخـــــلاصــة

       إن كنت لا تعلم إلى أين أنت ذاهب، فالطـــريق الذي تسلكـــه غير مهم على الإطلاق، وكذلك الــوقت اللازم للوصــول بما أنك لا تدري إلى أين، فهو بالطبع أيضا غير مهم تماما.

   فالذي يَسِير في الحياة بدون أهـــدافٍ. فــهو بالتأكيد  يَـهِـبُ تـسـييـر شؤون حياته إلى الغير، وإن هؤلاء  الغير سيفعل بحياته

كيفما يشاءون، ومثلما يشاءون ووقت ما يشاءون ، وبالكيفية التي يشاءون .

    وفي الحقيقة فـــلا يوجد تنظيم وتسيير للوقــت قـــابل للنقاش والتحقيق بدون أهداف.

    ومهـــما كـــان العمر أو الــسن الذي بَلَغْتَـــه ، فالوقت لم يفت من أجـــل أن تــفكر في أهـــداف تتمنى أن تصل إليها وتحقق مبتغاك في هــذه الدنيا.

 
  Aujourd'hui sont déjà 17 visiteurs (24 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement